عنوان الكتاب: حلاوة العبادة

وقال سيدنا ابن أبي مُليكة رحمه الله تعالى: ما رأيتُ مثل سيدنا عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنه، لقد قام يومًا إلى الصلاة فمَرَّ حَجرٌ مِن حجارة المنجنيق بلبنةٍ مطبوخة من شرافات المسجد، فمرَّتْ بين لحيته وصدره، فواللّه! ما خشع لها بصره، ولا قطع لها قراءته، ولا ركع دون الركوع الذي كان يركع، إنّ سيدنا عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنه كان إذا دخل في الصلاة خرج مِن كلِّ شئٍ إليها[1].

القصة الخامسة: السيّدة رابعة البصرية:

كانت السيّدة رابعة العدوية البصرية رحمها الله تعالى من أولياء الله تعالى، تتعبّد الله سبحانه وتعالى ليلًا ونهارًا، فكانتْ تصلّي ألف ركعة في اليوم والليلة، وجاء في "تنبيه الغافلين": أنّها كانت في الصلاة، فسجدت على البواري، فدخلتْ قطعةٌ مِن قصب في عينها، فلم تشعر بها حتّى انصرفت من الصلاة[2].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

آفة الحرمان من لذّة العبادة

أيها الأحبَّة الكرام! لقد لاحظتم من خلال هذه القصص التي ذكرناها أنّ سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى كيف كانوا يعبدون الله تعالى


 

 



[1] "تاريخ مدينة دمشق" لابن عساكر، عبد الله بن الزبير، ٢٨/١٧٣.

[2] "تنبيه الغافلين" للسمرقندي، باب إتمام الصلاة والخشوع فيها، ص ٢٩١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32