ويستلذّون بها وهم بخشوعٍ وخضوعٍ، وكانوا يجدون الحلاوةَ في ذكر الله سبحانه وتعالى، نسأل الله تعالى لنا التوفيق، آمين.
وكان سيدنا الحسنُ البصري رحمه الله تعالى يقول: تَفَقَّدُوا الحَلَاوَةَ فِي ثَلَاثٍ: الصَّلَاةِ، وَالْقُرْآنِ، وَالدُّعَاءِ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهَا فَاحْفَظَوْا وَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَبْوَابَ الخَيْرِ عَلَيْكُمْ مُغْلَقَةٌ[1].
الله أكبر! تعلّمنا من قوله رحمه الله تعالى: أنّ الحِرمان من لذَّةِ الصلاةِ والتلاوةِ والدعاءِ خسارةٌ عظيمةٌ حقًّا، ومع الأسف الشديد! حالُنا سيّئةٌ جدًّا، صلواتنا خالية من الخشوع والخضوع، أمّا تلاوة القرآن الكريم فلا نجد لها فرصة، وتمرّ علينا الشهور ونحن بعيدون عن كتاب ربّنا، قد يقرأ بعضنا شيئًا مِن الأدعية بعد أداء الصلاة ولكن دون مراعاة للآداب ولا انتباه إلى المعاني والمطالب، فلماذا لا ننتبه إلى هذه الأمور أيها الأحبّة الكرام؟!
نعم! وللأسف! نحن ابتعدنا عن العبادة مع أنّها مقصد حقيقي لمجيئنا في هذه الدنيا، فقلَّ تذوّقُنا للصلاة والشغف بها، وتضاءلت رغبةُ الدعاء، وأصبح المُصحفُ الكريم محصورًا بين الرفوف وزينةً للمكتبات، وساءت أحوالُنا وتدهورت حتّى وصل مجتمعنا على حافة الدمار، وكثر التشاجرُ بين أفراد العائلة، وانعدمت الراحة النفسيّة، وازدادت مشاكلُ الأعمال، وساد