الأعمال؟ وكيف نَعبر الصراط؟ وهل نجد مَقرًّا في الجنّة أم نُساق إلى النار؟ نحن نفكّر في كلّ شيءٍ لِسُوءِ فهمنا غير هذه الأمور، يا ليتنا! نُصبح ممّن يتأمّلون في الآخرة، ويا ليتنا! نتذوّق حلاوةَ الطاعة، ويا ليتنا! نُخرج حبَّ الدنيا من قلوبنا، ونكون على ما يحبّ الله تعالى ويرضى.
غاية خلق الإنسان من وجهة نظر القرآن الكريم
لقد ذكر الله سبحانه وتعالى غايةَ خلق الإنسان في سورة الذاريات فقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦﴾ ]الذاريات: ٥٦[.
فقد اتّضحَ مِن هذه الآية الكريمة أنّ الغرضَ الحقيقي من الحياة الدنيويّة هو عبادة الله تعالى، ولذلك يجب أنْ نهتمَّ بها ونركِّز عليها أكثر من أيّ شيءٍ آخر، ولا نتهاون في العبادة مهما اضطررنا لذلك، يقول سيدنا سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: كان سيدنا قيس بن مسلم رحمه الله تعالى يصلّي حتّى السحر، ثمّ يجلس فيمسح البكاء ساعةً بعد ساعة، وهو يقول: لأمرٍ ما خُلِقنَا، لئن لم نعن الآخرة بخيرٍ لنَهْلكَنَّ[1].
ألذّ شيء في العالم
أيها الأحبة! رزقنا الله التوفيقَ إلى الطاعةِ، ولتعلموا أنّ لذّة العبادة هي أعظم شيء في الدنيا لم نذقها، ولكن المشكلة أنّنا مُنغمسون في ملذّات الدنيا، ولا نهتمّ بالعبادة وما تستحقّ منّا، وهذا هو السبب الرئيسي