ما هو الهدف الحقيقي للإنسان في هذه الدنيا؟
قال سيدنا جلال الدين الرومي رحمه الله تعالى: إذا أرسلك مَلِكٌ إلى قريةٍ من أجل عملٍ معيّنٍ، فذهبتَ وأدَّيْتَ مائةَ عمل آخر، فإذا لم تكن قد أدَّيتَ ذلك العمل الذي ذهبتَ مِن أجل تأديته، فكأنّك ما أدَّيْتَ شيئًا البَتَّةَ، وهكذا فإنّ الإنسان جاء إلى هذا العالَم مِن أجل عملٍ معيّن، وذلك مقصوده وهدفه، فإذا لم يؤدّ هذا الّذي جاء من أجله، فإنّه لا يعتبر قد فعل شيئًا: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَنْ يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ﴾ ]الأحزاب: ٧٢[[1].
وفي "تفسير الجلالين": ﴿ٱلۡأَمَانَةَ﴾ أي: الصلوات وغيرها ممّا في فعلها من الثواب وتركها من العقاب[2].
مع الأسفِ! لا ننسى أيَّ عملٍ من الحياة ضروريًّا كان أو غير ضروري، أكل الطعام والشراب لا ننسى، ولا ننسى شراء الملابس الجديدة، ولا نستريح ما لم نشتر الموديل الجديد للهواتف الذكيّة، الشيء الذي ننساه دائمًا ولا ننتبه إليه؛ هي العبادة لله تعالى ووحشة القبر وأسئلة منكر ونكير، فبماذا سنجيبُ الملكين أيها الإخوة! حين يسألاننا في القبر؟ وهل فكّرنا في حرارة يوم الآخرة؟ وكيف نرفعُ رؤوسَنا أمامَ الناسِ عندما تُفتح صحيفةُ