وروي عن سيدنا حُذيفةَ بنِ اليمانِ رضي الله تعالى عنه، أَنَّهُ مَرَّ بِالنَّبِيِّ ﷺ لَيْلَةً وَهُوَ يُصَلِّي فِي المَسْجِدِ فِي المَدِينَةِ، قال: فَقُمْتُ أُصَلِّي وَرَاءَهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ.
فَقُلْتُ: إِذَا جَاءَ مِائَةَ آيَةٍ رَكَعَ، فَجَاءَهَا فَلَمْ يَرْكَعْ.
فَقُلْتُ: إِذَا جَاءَ مِائَتَيْ آيَةٍ رَكَعَ، فَجَاءَهَا فَلَمْ يَرْكَعْ.
فَإِذَا خَتَمَهَا رَكَعَ، فَخَتَمَ فَلَمْ يَرْكَعْ.
فَلَمَّا خَتَمَ، افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ.
فَقُلْتُ: إِنْ خَتَمَهَا رَكَعَ، فَخَتَمَهَا وَلَمْ يَرْكَعْ، ثُمَّ افْتَتَحَ سُورَةَ الْمَائِدَةِ.
فَقُلْتُ: إِذَا خَتَمَ رَكَعَ، فَخَتَمَهَا فَرَكَعَ.
فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ».
وَيُرَجِّعُ شَفَتَيْهِ فَأَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ.
ثُمَّ سَجَدَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى».
وَيُرَجِّعُ شَفَتَيْهِ فَأَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا أَفْهَمُ غَيْرَهُ، ثُمَّ افْتَتَحَ سُورَةَ الْأَنْعَامِ[1].
أيها الإخوة! لقد لاحظتُم استغراق سيّدنا رسول الله ﷺ بالعبادة مع أنّه كان معصومًا من الأخطاء، محبوبًا عند الله تعالى، مشغولًا في مصالح