في وُجود الحلاوة في مُغريات الدنيا وشهواتها، فلو عُدنا إلى الله تعالى عودةً بحقّ لما وجدنا حقيقة اللذّة إلّا في عبادة الله تعالى، وهذه هي الحقيقة كما قال سيدنا إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه مِن النَّعيم والسُّرور لجالَدُونا عليه بالسيوف أيّام الحياة[1].
أي: لو علِم ملوكُ الدنيا لذَّةَ عبادةِ الله تعالى لأصبحوا مشتاقين إليها كما يشتاقون إلى تولّي الرئاسة ويحاربون بعضهم لتحصيل تخت الملوكيّة.
سبب البكاء عند النزع
بكى سيدنا معاذ رضي الله عنه عند موته وقال: إنّما أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر[2].
سبحان الله! الناسُ الذين يجدون لذّة الأنس والحلاوة في عبادة الله تعالى يُفضِّلونها على الدنيا وما فيها، اللهم ارزقنا حلاوةَ العبادة حتّى نُركِّز عليها ونهتمّ بها بجدٍّ وبذلٍ يا ربّ العالمين.
قصص من أحوال السلف الصالح في الصلاة
القصة الأولى: لأحد الأنصار:
روي عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: خَرَجْنَا مَعَ سيّدنا رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْلٍ، فَأَصَابَ رَجُلٌ مِنَ