الكَلِمَةِ، فمَنْ وَضَعَ نُصْبَ عَيْنِه اخْتِبارَ القِيامَةِ انقَبَضَ قَلْبُه، لأَجْلِ أنّ حُبَّ الإسْلامِ يُخْرَجُ عن قُلُوبِنا، انْظُرُوْا إلى مدينةِ إسْبانيا الّتي كانت مركزَ الإسْلامِ في الْمَاضِي، الآن هُناك أُغْلِقَتْ الْمَسَاجِدُ، وفُرِضَ حَظْرٌ على وَضْعِ القرآنِ في بَعْضِ الدُّوَلِ فَضْلاً عن تِلاوَتِه ومُؤامَراتُ الأَعْداءِ ودَسائِسُهم لا تَتَوَقَّفُ، وتُرِيدُ إخْراجَ حُبِّ الإسْلامِ مِنْ قُلُوْبِ الْمُسْلِمينَ حتّى لَوْ قالُوْا لأَنْفُسِهم: نحنُ مُسْلِمُون.
ناقَشَ أحدُ العُلَماءِ الباكستانيين واحِداً مِن الكُفّارِ، وأَخْبَرَه الكافِرُ قائِلاً: يُنفَقُ الْمَالُ الكثيرُ على نَشْرِ مَذْهَبِنا في باكستان، فسَأَلَ العالِمُ: كَمْ عَدَدُ الْمُسْلِمينَ الَّذين ارْتَدُّوْا عن دِيْنهم إلى دِيْنك إلى الآن؟ أَجابَ: عَدَدُهم قليلٌ جدًّا، فقال الْعَالِمُ مَسْرُوْرًا: إنّ مَسِيْراتِكم قد فَشِلَتْ في وَطَنِنا، ولَمْ تُحَقِّقْ أَهْدافَها، فقالَ الكافِرُ ضاحِكًا: نَعَمْ هكذا، لَمْ يَتَحَوّلْ عَدَدٌ كبيرٌ مِن الْمُسْلِمينَ عن دِيْنهم، لكنْ جَعَلْنا العَدَدَ الكثيرَ مِن الْمُسْلِمينَ لا يُطَبِّقُوْنَ الشَّرِيْعَةَ، كيف يُمْكِنُك أنْ تُمَيِّزَ بين الكافِرِ والْمُسْلِمِ العَصْرِيِّ الَّذِيْ يَحْلِقُ اللِّحْيَةَ ويَلْبَسُ البَنْطَلُوْنَ؟ فسَكَتَ الْعالِمُ.