عنوان الكتاب: اختبار القيامة

تُذْهِبُ بالطُّمَأْنِيْنَةِ والسَّكِيْنَةِ والأَعْجَبُ أنّ النَّاسَ يَتَجَوَّلُوْن بَحْثًا عن المالِ ولا يُبَالِي الْمَرْءُ ما أَخَذَ منه أَمِنَ الْحَلالِ أَمْ مِن الحرامِ؟.

الثروات والأمراض

رَأَيْتُ الأَغْنِياءَ يَقَعُوْنَ بالْمَصائِبِ والأَحْزانِ، فَمِنْهم مَن يُرِيْدُ الأَوْلادَ، ومِنْهم مَن كانَتْ أُمُّه مريضَةً ومِنهم مَن كان أبُوْه مَرِيْضًا، ومِنهم مَن أُصِيْبَ بالْمَرَضِ الْمُهْلِكِ، ومِنهم مَن أُصِيْبَ بسَكْتَةٍ قَلْبِيَّةٍ، ومِنهم مَن أُصِيْبَ بمَرَضِ السُّكَّرِ وَلَمْ يَسْتَطِعْ معه أنْ يَأْكُلَ الْحُلُوَّ أو يَذُوْقَ شَيْئًا مِن الأَطْعِمَةِ الْمُتَنَوِّعَةِ الْمَوْضُوْعَةِ بينَ يَدَيْهِ، ويَتَلَهَّى هؤُلاءِ الْمَساكِيْنُ برُؤْيَةِ ثَرْوَتِهم، لأنَّ سُكْرَ الثَّرْوَةِ عَجِيْبٌ، فالإنسانُ الغافِلُ يَكْسِبُ المالَ دُوْنَ مُبالاةٍ بالحلالِ والحرامِ، ولا يُفَكِّرُ فيما يُنْفِقُ المالَ، ولا يُفَكِّرُ أَنّه ماتَ تاجِرٌ ناجِحٌ ولَمْ يُغْنِ عنه شَيْءٌ مِن مالِه، بَلْ دارَتْ حَرْبٌ لِتَقْسِيْمِ التَّرِكَةِ بين الْوَرَثَةِ فَذَهَبُوْا إلى الْمَحْكَمَةِ بالعَداوَةِ ونُشِرَتْ أَخْبارُهم في الْجَرَائِدِ........................


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

35