فيَضْرِبُني ويَغْضَبُ عَلَيَّ، فصَاحَ الرَّجُلُ صَيْحَةً وأَهَالَ التُّرابَ على رَأْسِه وبَكَى، فقال: أنَا أَحَقُّ بهَذا الْخَوْفِ لِيَوْمِ العَرْضِ على الرَّحْمَنِ بما كَسَبْتُ في الدُّنْيا مِن العِصْيانِ[1].
إخوتي الأحباء! في هذِهِ القِصَّةِ كَثِيْرٌ مِن النَّصائِحِ والعِبَرِ، فَكِّرُوْا مَعِيَ وأنا أُفَكِّرُ في فِكْرَةِ الوَلَدِ وأَبيهِ، إنّ الابْنَ يَبْكِي خَوفًا مِن اِمتِحانِ الْمَدْرَسَةِ وأَبُوْه يَذْرِفُ الدُّمُوعَ خَوفًا مِنْ حِساب الآخِرَةِ.
ضيافة الولي الصالح
نُقِلَ أنّ حاتِمًا رحمه الله تعالى دُعِيَ إلى دَعْوَةٍ، فقال: ليس لي عادَةُ الْمَشْيِ إلى الضِّيافاتِ، فأَلَحُّوْا عليه وبالَغُوْا، قال: قَبِلْتُ أنْ أَجِيءَ مَعَكُم لكن أَشْتَرِطُ شُرُوْطًا ثَلاثَةً: الأوَّلُ: أنْ أَجْلِسَ في أَََََيِّ مَكانٍ يُعْجِبُنِي، ثُمَّ أنْ آكُلَ ما يُعْجِبُنِي، وتَفْعَلَ ما أَقولُ فقَبِلَ الدَّاعِي وذَهَبَ الشَّيْخُ مَعَه وجَلَسَ في صَفِّ النِّعالِ،