فَكِّرْ وتَأَمَّلْ أَخِي الحبيبُ: يَدْفَنُك أَحِبّاؤُك تحتَ التُّرابِ، ويَذْهَبُوْن جَمِيْعًا، أمّا الْحَدائِقُ والْمَزارِعُ والبَساتِيْنُ والسَّيَّاراتُ الْجَمِيْلَةُ والقُصُوْرُ العالِيَةُ والْمَنازِلُ الرَّفِيْعَةُ فلا تُفِيْدُ شَيْئًا، إذا أَتَى مُنكَرٌ ونَكيرٌ أَسْوَدانِ أَزْرَقانِ يَجُرّانِ أَشْعارَهما وأَعْيُنَهما مِثْلَ البَرْقِ الخاطِفِ ويَحْفِرانِ الأَرْضَ بأَنْيابِهما هَوَّلاك فأَجْلَسَاك فَزِعًا ثُمَّ سَأَلا بلَهْجَةٍ شَدِيْدَةٍ: مَنْ رَّبُّكَ؟ ما دِيْنُك؟ ثُمَّ سَأَلاَ عن شَخْصِيَّةٍ جميلةٍ يَفْدِيْ بها كُلُّ مُحِبٍّ نَفْسَه: ما كُنْتَ تقولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فيا مَنْ يُصَلِّيْ ويُطِيْعُ أبَاه وأُمَّه ويَصِلُ القَرَابَةَ ويَكْسِبُ الحلالَ ويُطْلِقُ لِحْيَتَه ويُطِيْلُ شَعْرَه وَفْقَ السُّنَّةِ ويَلْبَسُ العِمامَةَ على رَأْسِه ويُسافِرُ في سبيلِ الله مع قافلةِ الْْْمَدينةِ، ويَمْلأُ كُتَيِّبَ جَوائِزِ الْمَدينَةِ مُحاسِبًا نَفْسَه، ويُقَدِّمُه كُلَّ شَهْرٍ إلى مَسْؤُوْلِه، أَبْشِرْ فسَتَكونُ ناجِحًا بإذْنِ الله تعالى، وتُجِيْبُ بفَضْلِ اللهِ ورسولِه صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: ربِّيَ اللهُ، ودِيْنِيَ الإسْلامُ، وتقولُ: هذا سيّدُنا محمّدٌ رسولُ اللهِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.