خَمْسًا وتِسْعِينَ في المِئةِ لا يُصَلُّونَ، وأمّا الَّذين يُصَلُّونَ فلَعَلَّ بَعْضَهم يَعْرِفُوْن كَيْفِيَّةَ الصّلاةِ بآدابِها الظَّاهِرَةِ والباطِنَةِ، في نَفْسِ الوَقْتِ يَحْضُرُ الكَثِيرُ في هذه الْحَفْلَةِ فمِنْهم مُتَعَلِّمٌ، ومُعَلِّمٌ وطَبِيْبٌ ومُهَنْدِسٌ ومُوَظَّفٌ، فإن سُئِلَ في الْمَجْلِسِ دُونَ الْعُلَماءِ وفي الْمَجلِسِ مِئاتُ الألُوْفِ: كَمْ عَدَدُ أرْكانِ الصَّلاةِ؟ مَن أجابَ إجابةً صَحيحَةً اسْتَحَقَّ مِئَةَ ألْفِ رُوبيةٍ، لَعَلَّ أحدًا لا يَنالُ مئةَ ألفِ رُوبيةٍ، لأنّ النَّاسَ يَتَعَلَّمُونَ الْفُنُونَ الدُّنْيَوِيَّةَ، ولا يَتَعَلَّمُونَ أرْكانَ الصَّلاةِ، لَعَلَّ الْمُصَلِّيَ يَعْرِفُ في هذهِ الأيّامِ أرْكانَ الصَّلاةِ وعَدَدَ العِظامِ الّتي يُسْجَدُ عليها وفَرائِضَ الوُضُوْءِ.

جنازة الأب

كانَتْ جَنازَةُ الأَبِ مَوْضُوعَةً، لَكِنَّ ابْنَه العَصْرِيَّ قامَ بَعِيْدًا عنها، لا يَعْرِفُ صَلاةَ الْجَنازَةِ؛ لأنّ أبَاه علَّمَه العِلْمَ الدُّنْيَوِيَّ وكَيْفِيَّةَ كَسْبِ المالِ، لكن لِلأَسَفِ لَمْ يُعَلِّمْه صَلاةَ الْجَنازَةِ، فلو علَّمَ صَلاةَ الْجَنازَةِ والقرآنَ الكريمَ وعَوَّدَه تَطْبِيقَ السُّنَّةِ لَمْ يَقُمْ بعيدًا عن الْجَنازَةِ، بل صَلَّى بنَفْسِه على أبِيْه عندَ