قال لي أحَدُ الشَّبابِ: أَعْفَيْتُ لِحْيَتِيْ بسَمَاعِ دَرْسٍ أُلْقِيَ بمَدِيْنَةِ كراتشي تَحْتَ مِظَلَّةِ مركزِ الدَّعْوَةِ الإسْلامِيَّةِ وأُمِّي تَمْنَعُني مِن إطْلاقِها وتُهَدِّدُني بقَتْلِ نَفْسِها إذا لَمْ أَحْلِقْ لِحْيَتِيْ، وهذا الشَّابُّ ليس ابْنًا لِكافِرٍ، إنّما هو ابْنٌ لِمُسلِمٍ، وكانَتْ أُمُّه تَدَّعِيْ أنَّها مُسلِمَةٌ، بالرَّغْمِ مِن ذلك تَمْنَعُه مِن تَطبيقِ السُّنَّةِ وتُهَدِّدُه بالانْتِحارِ، كأنَّها تقولُ: يا وَلَدِيْ، اِحْلِقْ لِحْيَتَك وإلاّ أَثِبُ في جهنّمَ، لِلأَسَفِ كَمْ يَبْتَعِدُ الْمُسلِمُوْن عن السُّنَّةِ؟!
إخوتي الأحبّاء! حَلْقُ اللِّحْيَةِ أوْ الأَخْذُ منها دونَ الْقُبْضَةِ حَرامٌ ويُؤَدِّيْ إلى جهنّمَ، وإنْ أَمَرَ أحَدُ الوالِدَيْنِ بالْمَعْصِيَةِ لا يُطاعُ، وقد جاء في الحديثِ الشَّريفِ: «لا طاعَةَ في مَعصِيَةِ اللهِ، إنَّما الطَّاعَةُ في الْمَعْرُوْفِ»[1]، فعَلى الآباءِ والأُمَّهاتِ الَّذين يَمْنَعُوْنَ أَوْلادَهم مِن إطلاقِ اللِّحْيَةِ أنْ يَكُفُّوْا عن ذلك، فإنّ إطْلاقَ اللِّحْيَةِ سُنَّةٌ ومِن أَعْظَمِ أَبْوابِ الْخَيْرِ، والكَفُّ عن الْخَيْرِ