يجب أن يكون غيره (وغير الصدق لأنّهم لم يعتقدوه) أي: لأن الكفّار لَم يعتقدوا صدقه فلا يريدون[1] في هذا المقام الصدق الذي هو بعيد بمراحل عن اعتقادهم، ولو قال[2] ½لأنّهم اعتقدوا عدم صدقه¼ لكان أظهر فمرادهم بكونه خبراً حالَ الجنّة غير الصدق وغير الكذب، وهم عقلاء[3] من أهل اللسان عارفون باللغة فيجب أن يكون من الخبر ما ليس بصادق ولا كاذب حتّى يكون هذا منه بزعمهم، وعلى هذا لا يتوجّه[4] ما قيل إنّه لا يلزم من عدم اعتقاد الصدق عدم الصدق؛ لأنه لَم يجعله دليلاً على عدم الصدق بل على عدم إرادة
[1] قوله: [فلا يريدون إلخ] من قبيل عطف المعلول على العلّة فعدم اعتقاد الصدق علّة لعدم إرادة الصدق. قوله ½في هذا المقام¼ أي: في مقام الإنكار عليه. قوله ½الذي هو بعيد إلخ¼ في معنى التعليل لقوله ½فلا يريدون إلخ¼؛ لأنّ الموصول وصلته في حكم المشتقّ المُشعِر بكونه علّة للحكم المتفرِّع عليه.
[2] قوله: [ولو قال إلخ] أي: بدل قوله ½لأنهم لم يعتقدوه¼, ½لكان أظهر¼ أي: في الدلالة على المدّعى وهو أنّ المراد بالثاني غير الصدق؛ وذلك لأنّ عدم اعتقاد الصدق الذي هو مفاد ½لأنهم لم يعتقدوه¼ لا ينافي تجويز الصدق؛ فإنه لا يستلزم عدم العلم علم العدم, بخلاف اعتقاد عدم الصدق الذي هو مفاد ½لأنهم اعتقدوا عدم صدقه¼ فإنه ينافيه؛ لأنّ علم العدم يستلزم عدم العلم. قوله ½فمرادهم إلخ¼ حاصل كلام المصـ السابق.
[3] قوله: [وهم عقلاء إلخ] جواب عمّا يقال إنّ لزوم الواسطة إنما هو في مقول الكفّار ولا عبرة بهم, وحاصل الجواب أنّ المعوّل في أمثال المقام على اللسان واللغة وهم أهله فيعوّل عليهم في مثله. قوله ½فيجب إلخ¼ تفريع على قوله ½فمرادهم إلخ¼. قوله ½حتّى يكون إلخ¼ ½حتّى¼ تعليليّة. قوله ½هذا¼ أي: الإخبار حال الجنّة. قوله ½منه¼ أي: ممّا ليس بصادق ولا كاذب.
[4] قوله: [وعلى هذا لا يتوجّه إلخ] أي: ولأجل ما قرّرناه بقولنا ½فلا يريدون في هذا المقام إلخ¼ لا يرد ما قاله الخلخالي اعتراضاً على قول المصـ ½وغير الصدق لأنهم لم يعتقدوه¼ من أنه لا يلزم من عدم اعتقاد الصدق عدم الصدق فلا يتمّ التعليل. قوله ½لأنه لم يجعله إلخ¼ تعليل لعدم توجّه ما قيل, وحاصله أنّ المصـ لم يجعل قوله ½لأنهم لم يعتقدوا¼ علّة لكون الثاني غير الصدق كما سبق إلى فهم المعترض بل جعله علّة لعدم إرادتهم بالثاني غير الصدق, وهو كذلك فالتعليل تامّ.