لاحتمال الرجولية وقد صرّح في "السراج": أنّ الخنثى تختن من كِلا الفرجين ولا شكّ أنّ النظر إلى العورة لا تباح لتحصيل مكرمة اﻫ. لكن هذا هو نصّ الحديث فقد أخرج أحمد[1] عن والد أبي المليح والطبراني في "الكبير"[2] عن شداد بن أوس، وكابن عدي[3] عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم بسند حسن حسّنه[4] الإمام السيوطي[5]: أنّ النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: الختان سنّة للرجال ومكرمة للنساء. أقول: ولا يندفع الإشكال بما فعل الإمام البزازي فإنّه إن فرض سنّة فليست كلّ سنّة يباح لها النظر إلى العورة ومسّها، ألا ترى أنّ الاستنجاء بالماء سنّة ولا يحلّ كشف العورة فإن لَم يجد ستراً وجب عليه تركه وإنّما أبيح له ذلك في ختان الرجل؛ لأنّه من شعائر الإسلام حتّى لو تركه أهل
[1] أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ٢٠٧٤٤، حديث أسامة الهذلي، ٧/٣٨١.
[2] أخرجه الطبراني في "الكبير" ٧١١٢-٧١١٣، ٧/٢٧٣-٢٧٤.
[3] أخرجه ابن عدي في "الكامل"، إبراهيم بن مجشر بن معدان البغدادي، ١/٤٤٢: هو أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد الجرجاني, ت٣٦٥هـ، علّامة بالحديث ورجاله. كان يعرف في بلده بابن القطان، واشتهر بين علماء الحديث بابن عدي. من تصانيفه: "الانتصار" في فروع الشافعيّة, "علل الحديث", "معجم" في أسماء شيوخه, "أسماء الصحابة".
"الأعلام" للزركلي, ٤/١٠٣.
[4] انظر "الجامع الصغير"، حرف الخاء، الجزء الثاني، صــ٢٥١,حديث:٤١٢٩.
[5] هو الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي ت٩١١هـ، إمام حافظ مؤرخ أديب, له نحو ٦٠٠ مصنَّف. من تصانيفه: "الإتقان في علوم القرآن", "الألفية" في مصطلح الحديث, "تدريب الراوي", "تفسير الجلالين", "الجامع الصغير", "جمع الجوامع", "الحاوي للفتاوى", "تاريخ الخلفاء" وغير ذلك. "الأعلام" للزركلي, ٣/٣٠١.