عنوان الكتاب: الفتاوى المختارة من الفتاوى الرضوية

أمّا ما ذكروا أنّ جماعة الوتر هل هي تبع لجماعة التراويح أم لا؟ جنح الفاضلان الحلبي[1] والطحطاوي[2] في حواشي "الدرّ" إلى الثاني كما سمعت واستظهر الشامي الأوّل قائلاً[3]: إنّ سنّة الجماعة في الوتر إنّما عرفت تابعة للتراويح.

قلت: وهذا هو الأظهر فإنّ مشروعية جماعته لو كانت لأصالته فأصالته دائمةٌ لا تختصّ برمضان، ثمّ رأيت العلاّمة البرجندي[4] نصّ في "شرحه" لـ"النقاية"[5]: أنّ الجماعة فيه لما كانت بتبعية التراويح على ما هو المشهور اﻫ. فقد ثبت روايته واعتضد درايته وترجّح شهرة فانقطع النزاع، فاعلم أنّ هذا كلّه فيما لو ترك الكلّ جماعة التراويح، كما قدّمنا من "الغنية" عن "القنية"، أمّا إذا جمع القوم وتخلّف عنها ناس ثمّ أدركوا الوتر مع


 



[1] "تحفة الأخيار"، كتاب الصلاة، باب الوتر والنوافل، صــ٨٠, هو برهان الدين إبراهيم بن مصطفى بن إبراهيم الحلبي, الحنفي ت١١٩٠ﻫ, له:"تحفة الأخيار على الدر المختار", "رسالة" في العروض, "رسالة"في الوفق,"شرح جواهر الكلام" وغير ذلك.                               "إيضاح المكنون", ١/٢٤٠.

[2] "طحطاوي على الدر"، كتاب الصلاة، باب الوتر والنوافل، ١/٢٩٧: هو أحمد بن محمد بن إسماعيل الطحطاوي, المصري، مفتي الحنفية بالقاهرة ت١٢٣١ﻫ، ولد بـ"طهطا" "مصر" وتعلم بـ"الأزهر"، ثم تقلد مشيخة الحنفية. له:حاشية على "الدرّ المختار" وحاشية على "مراقي الفلاح"، و"كشف الرين عن بيان المسح على الجوربين".      "الأعلام"، ١/٢٤٥، و"هدية العارفين"، ١/١٨٤.

[3] "ردّ المحتار"، كتاب الصلاة, باب الوتر والنوافل، ٢/٦٠٤.

[4] هو عبد العلي بن محمد بن حسين البرجندي، الحنفي، ت٩٣٢ﻫ وقيل: ٩٣٥ﻫ، من تصانيفه: حاشية على "شرح ملخّص الچغميني" لقاضي زاده، و"شرح زبدة الأصول"، و"شرح المجسطي"، و"شرح المنار" للنسفي، و "شرح النقاية ".                   "الأعلام"، ٤/٣٠، "هدية العارفين"، ١/٥٨٦.

[5] "شرح النقاية" للبرجندي، كتاب الصلاة، فصل في التراويح، ١/١٤١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

135