عنوان الكتاب: الفتاوى المختارة من الفتاوى الرضوية

طول النهار وبکيت من الغد بالإکثار وسوی هذه وجوه کثيرة أوجبت لي محبتکم. -اﻫ. ما کتب الرجل- فکتبت إليه أشرف علي: أنّ في هذه الواقعة تسلية لکم أنّ الذي ترجعون إليه هو متّبع السنّة اﻫ. وقد طبع هذا کلّه وأشاعه أشرف علي نفسه في جريدة شهرية تسمّی "الإمداد" مبتهجاً به علی رؤوس الأشهاد بل داعياً مريديه إلی مثله من الغالات في تعظيمه وإيثار فضله فإنّ هذا هو مقصد الجريدة يحسبوها في إرشادهم رشدية فما حکم الشريعة الغراء فيهما وأشرف علي هذا هو الذي کتب في رسيلة له لا تزيد علی ثلاث وريقات فی إبطال نسبة علم الغيب إلی محمّد صلّی اﷲ تعالی عليه وسلّم أنّه إن أريد به کلّ العلوم بحيث لا يشذّ منها شيء فبطلانه ظاهر عقلاً ونقلاً وإن أريد البعض فأيّ خصوصية فيه له؟ فإنّ مثل هذا حاصل لزيد وعمرو بل لکلّ صبيّ و مجنون بل لکلّ بهيمة وحيوان وقد حکم عليه بقوله هذا أکابر علماء الحرمين المکرّمين أنّه کفر وارتدّ ومن شكّ في کفره فقد کفر کما هو مفصَّل في "حسام الحرمين"[1] أفيدونا أجزل اﷲ تعالی ثوابکم آمين.

الجواب:

اللّهم لك الحمد صلّ علی نبيك نبيّ الحمد وآله وصحبه العمد, ربّ إنّي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربّ أن يحضرون. أئمّة الدين لم يقبلوا زلل اللسان في الکفر وإلاّ لاجترأ کلّ خبيث القلب أن يجاهر بسبّ اﷲ وسبّ رسوله صلّی اﷲ تعالی عليه وسلّم ويقول: زلّت لساني. قال الإمام القاضي عياض في "الشفاء الشريف"[2]: لا يعذر أحد في الکفر بدعوی زلل اللّسان اﻫ. وفيه[3] أيضاً عن أبي محمد بن أبي زيد[4]: لا يعذر أحد بدعوی


 



[1] "حسام الحرمين على منحر الكفر والمين"، صـ٦٢-٦٣: لشيخ الإسلام والمسلمين إمام أهل السنّة والجماعة الإمام أحمد رضا خان الحنفي الهندي, ت١٣٤٠هـ."حياة أعلى حضرة", ٢/٥٣, معرّباً.

[2] "الشفاء بتعريف حقوق المصطفى", فصل قال القاضي تقدم الكلام, ٢/٢٣١: للإمام الحافظ أبي الفضل عياض بن موسى القاضي اليحصبي, ت٥٤٤هـ.                       "كشف الظنون", ٢/١٠٥٤.

[3] "الشفاء"، فصل قال القاضي تقدم الكلام, ٢/٢٣٢.

[4] هو أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن القيرواني المالكي, ت٥٤٤هـ, عالم أهل المغرب وكان أحد من برّز في العلم والعمل. من تصانيفه: "النوادر والزيادات", "العتبية", "الاقتداء بمذهب مالك", "المعرفة والتفسير", "إعجاز القرآن"."سير أعلام النبلاء", ١٢/ ٥٦٤, "معجم المؤلفين", ٢/ ٢٥٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

135