عنوان الكتاب: الفتاوى المختارة من الفتاوى الرضوية

کلّه وإذا فسدت فسد الجسد کلّه ألا! وهي القلب. فما فسد قوله ولسانه إلاّ وقد فسد قبله قلبه وجنانه وهذا يدعي أنّ لسانه في فَيه حيوان مستقلّ بإرادته غير تابع للقلب کفرس جموح شديدة الجموح تحت راکب ضعيف قويّ الضعف يريد اليمين والفرس لا تنعطف إلاّ للشمال حتّی کلّما أراد ردّها لليمين لم تأخذ إلاّ ذات الشمال حتّی تنازع القلب واللِّسان طول النهار فلم يكن الغلبة إلاّ للسان, هذا غير معقول ولا مسموع فلا شكّ أنّه محکوم عليه بالکفر حکماً غير مدفوع وهل سمعتم بأحد يدعي الإسلام ويقول طول النهار: فلان رسول اﷲ مکان محمد رسول اﷲ أو يقول لأبيه: يا کلب ابن الکلب يا خنزير ابن الخنزير ويکرّره من الصباح إلی المساء ثمّ يقول: إنّما کنت أقول: يا أبت يا سيدي فينازعني اللسان ويذهب من الأب السيد إلی الکلب والخنزير حاش ﷲ ما کان هذا ولا يکون ولن يقبله أحد إلاّ مجنون هذا حکم ذلك القائل أمّا ما کتب اليه أشرفعلي في الجواب فاستحسان منه لذلك الکفر واستحسان الکفر کفر بلا ارتياب وما هو إلاّ لمّا رأی فيه من تعظيم نفسه ووصفه بأنّه رسول اﷲ ذي القوّة والصلاة عليه استقلالاً بدل النبي صلی الله تعالی عليه وسلّم ومدحه بالنبوة فابتهج وأجاز کلّ ذلك وجعله تسلية لذلك الهالك أرأيت لو سبّه وأمّه أو أباه أحد طول النهار ثمّ قال: إنّما کنت أريد مدحك فلم يطع اللسان في الخطاب وبقيت تسبّك وأباك وأمّك من الصباح حتّی توارت بالحجاب هل کان أشرف علي أو أحد من أراذل الناس ولو خصافاً أو زبالاً أو أرذل منهم يقبل هذه المعاذير ويقول له: إنّ في هذا تسلية لکم أنّ الذي تحبّونه وتسبّونه أنّه لمن ضئضئ الخنازير کلاّ بل يحرق غيظاً ويموت غنظاً أو يفعل به ما قدر عليه حتّی القتل إن وجد سبيلاً إليه فالتسلية هاهنا ليس إلاّ لاستخفافه بمحمّد صلّی اﷲ تعالی عليه وسلّم وبمرتبة النبوّة والرسالة وختم النبوّة الأعظم واستحسان نسبتها إلی نفسه الأمّارة بالسوء


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

135