عنوان الكتاب: الفتاوى المختارة من الفتاوى الرضوية

زلل اللّسان في مثل هذا اﻫ. وفيه[1] أيضاً: أفتی أبو الحسن القابسي فيمن شتم النبي صلّی اﷲ تعالی عليه وسلّم في سکره يقتل؛ لأنّه يظنّ به أنّه يعتقد هذا ويفعله في صحوه اﻫ. ثمّ الزلل إن کان إنّما يکون بحرف أو حرفين لا أن تزلّ اللسان طول النهار هذا غير مقبول ومعقول. قال في "جامع الفصولين" الفصل الثامن والثلاثين[2]: ابتلی بمصيبات متنوّعة فقال: أخذت مالي وولدي وأخذت کذا وکذا فماذا تفعل أيضاً وماذا بقي لم تفعله وما أشبه من الألفاظ کفر کذا حکي عن عبد الکريم فقيل له: أرأيت لو أنّ المريض قاله وجری علی لسانه بلا قصد لشدّة مرضه قال: الحرف الواحد يجري ونحوه قد يجري علی اللسان بلا قصد, أشار إلی أنّه يحکم بکفره ولا يصدّق. اﻫ. فإذا لم يصدّق في نصف سطر کيف يصدّق فيما کرّره مناماً ويقظةً طول النهار بل هو قطعاً مسرف کذّاب ألم تر أنّ اﷲ تعالی جعل الجسد تحت إرادة القلب قال نبيّنا الحقّ المبين صلّی اﷲ تعالی عليه وسلّم[3]: ألا إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد


 



[1] "الشفاء"، فصل قال القاضي تقدم الكلام, ٢/٢٣٢.

[2] "جامع الفصولين"، الفصل الثامن والثلاثون, ٢/٢٢٧.

[3] أخرجه البخاري في "صحيحه" ٥٢، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، ١/٣٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

135