عنوان الكتاب: الوصيّة بالجار وبيان حقوقه في الإسلام

ذا أخلاق سيّئةٍ بعيدًا عن أهل الإيمان والدِّين فيظلّ الازعاجُ والتعدّي مستمرًّا يوميًّا، وربما لا يملك المرءُ نفسه عند الغضب، ويصعب عليه الصبر، فكيف يتعامل مع جاره المسيء؟

الإجابة: أوَّلًا: على المرء المسلم ألّا يكون جريئًا عليه، ثانيًا: إذا كان الأمر هكذا فينبغي للمرء أنْ ينظر فيما أوصاه النبيُّ في حديثه قائلًا: «تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ»[1].

فلنتأمّل! هل نطبّق هذا الحديث الشريف؟ ماذا لو أساء أحدٌ لغيره مرّةً واحدةً عامله بالسّوء ألف مرّة، وإنْ لم يعامله بالسوء فيعرض عنه ويقطع الحديث معه لمائة عامٍ، ورأينا في كثير من الأحيان إذا أحسن الرجلُ إلى جاره وعامله بأخلاق حسنةٍ عامله بمثل ما عامله، ولا يحصل عكسه إلّا قليلًا، فينبغي للإنسان أنْ يتمسّك بالصبر قدر المستطاع عندما يقابله الجار بأيِّ إساءة، وقد رُوي عن رسول الله أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَيْهِ يَشْكُو جَارَهُ، فقال رسول الله : «كُفَّ أَذَاكَ عَنْهُ وَاصْبِرْ عَلَى أَذَاهُ، وَكَفَى بِالْمَوْتِ مُفَرِّقًا»[2].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "المعجم الأوسط"، من اسمه أحمد، ١/٢٦٤، (٩٠٩).

[2] "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" للهيثمي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الجار، ص ٨٥٤، (٩٠٨)، بتصرف.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30