فقال: أخشى أنْ يسمع الفأرُ صوتَ الهرِّ فيهرب إلى دورِ الجيران فأكون قد أحبَبْتُ لهم ما لا أحبُّ لنفسي[1].
الله أكبر! رحم الله أسلافنا الصالحين، كانوا من الأتقياء والمحسنين لجيرانهم، ولكن للأسف الشديد! نرى بعض إخوتنا المسلمين في مجتمعنا يحبّون لجيرانهم ما يكرهون لأنفسهم، لا يرضى أحد مثلًا: أنْ توضع القمامة أمام بيته؟ ولكنّ هناك مَن يضعون القمامة أمام بيوت الآخرين أو قريبًا منه لكون مكب النفايات بعيدًا من الدار.
كذلك أحبّتي! لا يرضى أحدٌ أنْ يتجمع الماء الفاسد وكريه الراحة في صحن داره، ولكن نجد بعض النّاس يفتحون مياه الصرف الفاسدة والنجسة على الأزقة والطرق بعد غسل صحن الدار ممّا يصيب وينجّس ملابسَ المارّين بسببها، وهناك صور كثيرة ممّا لا يحبّها المرء لنفسه ولكنّه يقع في التهاون بها مع جيرانه وإخوانه من المسلمين وربّما غير المسلمين فيعطي صورة سيّئة عن الدين وعن الإسلام، نسأل الله أنْ يرزقنا عقلًا سليمًا وقلبًا نقيًّا كي ندرك أهميّة حقوق الجار والحرص على أدائه، أمين.
لا تجلس معنا اليوم
عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي غَزَاةٍ، فقال: «لَا يَصْحَبْنَا اليَوْمَ مَنْ آذَى جَارَهُ».