تقديم الهدايا إلى الجيران
أيها الأحبة الأعزاء! سواء كان جارنا فقيرًا أو لا فإنّ ديننا الإسلام حثّنا أنْ نقدّم له الهدايا؛ لأنّه يورث المودّةَ والتحبّب فيما بيننا، ومنها ما نطبخه لأنفسنا من الطعام، كما روي عن سيدنا أَبِي ذَرٍّ الغفاري رضي الله تعالى عنه أنّه قال: إِنَّ خَلِيلِيْ ﷺ أَوْصَانِي: «إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ، فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ»[1].
قال المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: يتّضح لنا من هذا الحديث الشريف أهمّية إرسال الطعام حتّى العادي إلى الجيران؛ لأنّ النبيّ ﷺ قال: «إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا» أي: سواء كان فيها لحمٌ أو لا، وتبيّن لنا منه أيضًا أنّ إرسال الهدايا إلى الجيران شيءٌ مستحبٌّ سواء كان قريبًا أم بعيدًا، ولكنّ الجار القريب هو أحقّ بالإكرام من الجار البعيد، وتقوى العلاقةُ بين الجيران بإهداء الطعام وبه تزيد المودّة والألفة بينهم[2].
وقال ابنُ المَلَك رحمه الله تعالى: إِنَّمَا أَمَرَهُ بِإِكْثَارِ الْمَاءِ فِي مَرَقَةِ الطَّعَامِ (أَيْ: عَلَى الْمُعْتَادِ لِنَفْسِكَ) حِرْصًا عَلَى إِيصَالِ نَصِيبٍ مِنْهُ إِلَى الْجَارِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَذِيذًا[3].