أحبّتي الكرام! عرفنا من الحديث السابق أنّ إهداء الطعام للجار ليس له وقتٌ مخصوصٌ ومحدّدٌ، وكثيرًا ما نقصر فيه وخاصّة في مناسبات الأفراح والأحزان وأيّام العيدين وشهر رمضان المبارك، لذا ينبغي علينا أنْ نرسل لهم شيئًا من الطعام ونحوه ممّا نطبخ في بيوتنا ولو في أيّامنا العادية مثل ما نرسل لهم في الأعياد وأيّام رمضان وغيرها، بهذا الإهداء تزداد المودّة والمحبّة بيننا إن شاء الله تعالى.
حقوق الجار
قال النبي ﷺ: «أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْجَارِ؟ إِذَا اسْتَعَانَكَ أَعَنْتَهُ، وَإِذَا اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ، وَإِذَا افْتَقَرَ عُدْتَّ عَلَيْهِ، وَإِذَا مَرِضَ عُدْتَّهُ، وَإِذَا أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأْتَهُ، وَإِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ، وَإِذَا مَاتَ اِتَّبَعْتَ جِنَازَتَهُ، وَلَا تَسْتَطِيلُ عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ تَحْجُبُ عَنْهُ الرِّيحَ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تُؤْذِيهِ بِقُتَارِ قِدْرِكَ إِلَّا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا، وَإِنِ اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً فَاهْدِ لَهُ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا، وَلَا يَخْرُجُ بِهَا وَلَدُكَ لِيَغِيظَ بِهَا وَلَدَهُ، أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَبْلُغُ حَقُّ الْجَارِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ رَحِمَ اللهُ»[1].
الجار على ثلاثة أنواع
وقال رسول الله ﷺ: «الجِيرَانِ ثَلَاثَةٌ: فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ ثَلَاثَةُ حُقُوقٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقَّانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ حَقٌّ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ ثَلَاثَةُ حُقُوقٍ.