عنوان الكتاب: الوصيّة بالجار وبيان حقوقه في الإسلام

يضع قمامة بيته عند باب جاره، وكم من جارٍ يؤذي جيرانه بإزعاجهم في وقت راحتهم، فيقلقهم في نومهم بسبب السهر والصياح الشديد والضجيج، وخاصّة في مناسبات الفرح والسرور، فهذا هو الجار المحروم الذي يرتكب ذنبين: الأوّل: تشغيل الموسيقى والأغاني والاستماع إليها، والثاني: إزعاج الجيران بتشغيل الأغاني بصوتٍ مرتفعٍ، فيؤذي بها المرضى ويوقظ بها النائمين من الصغار والكبار، وبعض النّاس يدقّون المسمار ليلًا فيزعجون الجِيران، لذا ينبغي لهم أنْ يقوموا بمثل هذه الأمور نهارًا، ويجب علينا إنْ كنّا مؤمنين أنْ نحذر ممّا يزعج جيراننا.

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

من صُوَرِ حسن التعامل مع الجار

عن سيدتنا عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله تعالى عنهما قالت: أَقْبَلَتْ شَاةٌ لِجَارِنَا دَاجِنَةٌ فَدَخَلَتْ، ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَى الْقُرْصِ فَأَخَذَتْهُ، ثُمَّ أَدْبَرَتْ بِهِ، وَقَلِقْتُ عَنْهُ، وَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ فَبَادَرْتُهَا إِلَى الْبَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «خُذِي مَا أَدْرَكْتِ مِنْ قُرْصِكِ، وَلَا تُؤْذِي جَارَكِ فِي شَاتِهِ»[1].

وشكا بعضُهم (بعض السلف الصالح) كثرةَ الفأر في داره.

فقيل: له لو اقتنيتَ هِرًّا؟


 

 



[1] "الأدب المفرد" للبخاري، باب لا يؤذي جاره، ص٤١، (١٢٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30