عنوان الكتاب: الوصيّة بالجار وبيان حقوقه في الإسلام

فَالْجَارُ الْمُسْلِمُ الْقَرِيبُ لَهُ: لَهُ حَقُّ الْجَارِ، وَحَقُّ الْإِسْلَامِ، وَحَقُّ الْقَرَابَةِ.

وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقَّانِ: فَالْجَارُ الْمُسْلِمُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ، وَحَقُّ الْإِسْلَامِ.

وَأَمَّا الَّذِي لَهُ حَقٌّ وَاحِدٌ: فَالْجَارُ الْكَافِرُ لَهُ حَقُّ الْجِوَارِ»[1].

أيها الأحبة الكرام! هذا هو جمال الإسلام وكماله، لم يكتف بذكر حقوق الجار بل حثّنا على أدائها ولو لمن كان كافرًا، ولكن ينبغي لنا أنْ نأخذ الحيطة في المجالسة معهم، أمّا إذا كان جارنا غير مسلم فلا بأس بحسن التّعامل معه؛ لأنّ ذلك من إكرام الجار، ويرجى أنْ يلين قلبه فيسلم كما جرى ذلك لبعض السلف الصالح:

تعامل السلف مع الجار الكافر

يُحْكى: أنّ سيدنا أبا يزيد البسطامي رحمه الله كان له جارٌ مُشْرِكٌ، وكان لِذلك الجارِ طِفْلٌ، فبَكَى في بعضِ اللَّيالِي فلَمْ يَكُن لَهُمْ سِراجٌ يَسْتَضِيْئُوْنَ بضَوْئِه.

فقامَ الشَّيْخُ وأَخَذَ السِّراجَ بيَدِه ودَخَلَ بَيْتَ الْمُشْرِكِ.

ولَمَّا رَأَى الطِّفْلُ ضَوْءَ السِّراجِ سَكَنَ بُكاؤُه.

وقال الْمُشْرِكُ: أليس حَيْفٌ علينا أنْ نَبْقَى على ظُلْمَتِنا بعدَ ما جاء إليها أبو يزيد بالضَّوْء، فآمَنَ وآمَنَ معه أَهْلُه كُلُّهم[2].


 

 



[1] المرجع السابق.

[2] "تذكرة الأولياء"، أبو يزيد البسطامي، ص ١٧٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30