وأخواتنا؟ ومع الأسف! هكذا أصبح الأولاد بعيدين عن الأباء لا يبالون بهم ولا يجلسون معهم بل لا يسألون عن أحوالهم ومشاكلهم، وهكذا ظلّ الجميع يسعى لإتمام هدفه ألَا وهو تحسين ذاته وتطوير شخصيّته فقط.

إخوتي في الله! ينبغي أنْ نتمسّك بالتعليمات الإسلامية الصحيحة، وبحمد الله تعالى! إنّ ديننا الإسلام دين حنيفيّ خالص، يحثّنا على بناء العلاقات بين النّاس في مجالات الحياة المختلفة، ويربطنا مع كافّة المسلمين بحبل الأخوّة، وقد فرض الله جلّ وعلا علينا الصلوات الخمس وعلى جميع عباده المؤمنين، فيجب علينا أداء الصلوات الخمس مع الجماعة في بيوت الله سبحانه وتعالى (أي: المساجد).

وذكر العلماء حكمةَ في ذلك: وهي التعارف والتقارب بين الناس في مثل تلك الأماكن الفاضلة، وتوحّد القلوب على العبادة، واستقامتها في صفٍّ واحدٍ من غير تفريق بين كبيرٍ ولا صغيرٍ ولا غنيٍّ ولا فقيرٍ، وبهذه الطريقة الرائعة يمكن لسكّان الحي والمنازل العيش بسلام وأخوّة ومحبّةٍ ومودّةٍ، فهذه التعليمات المستنيرة للإسلام وببركتها يحصل التواصل والترابط الإيماني الوثيق بين قلوب المؤمنين، وكذلك تجلب المودّة وتزرع المحبَّة وتنفي الضغينة فيما بينهم، لذا ينبغي علينا أنْ نعود إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحقيقي ونتّبعه، ومن هذه التعاليمِ الاهتمامُ بالجيران المسلمين وغيرهم ونعتني بهم ونزورهم ونتعرّف على أحوالهم ومشاكلهم.