قال المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث الشريف: أكثر الناس يوم القيامة راحة هم صحابة رسول الله ﷺ، وهذه الصحبة المباركة هي مِن أعظم أسباب كثرة الصلاة عليه صلوات ربّي وسلامه عليه، وقد علم بذلك أنّ الصلاة على الحبيب المصطفى ﷺ مِن أفضل القربات وأجل الأعمال؛ لأنّها مِن أرجى الأعمال إلى نيل جواره في الفردوس الأعلى[1].
أيها الأحبّة الأكارم! سنستمع في محاضرتنا اليوم عن العاشق الأكبر لسيدنا الحبيب المصطفى ﷺ، ورفيقه الحميم في حياته ﷺ وهجرته، وصاحبه في الغار، وجاره في الحُجرة النبويّة الشريفة سيدنا أبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه، وعن حياته الطاهرة وأقواله الشريفة، ولكن قبل البدء بالمحاضرة نتوقّف عند قصّةٍ إيمانيّةٍ حول خدمته للإسلام وللمسلمين.
وقد رُوِيَ عن أمّنا وسيّدتنا عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله تعالى عنهما أنّها قالتْ: لَمَّا اجْتَمَعَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ وَكَانُوا ثَمَانِيَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا، أَلَحَّ سيدُنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه على رسولِ الله ﷺ في الظُّهُورِ.
فقال رسول الله ﷺ: «يَا أَبَا بَكْرٍ! إِنَّا قَلِيلٌ».