فقال: اِذهبِي إلى أمِّ جميل بنت الخطّاب رضي الله تعالى عنها فَسلِيها عنه، فخَرَجتْ حتى جاءتْ أمَّ جميل بنت الخطّاب.
فقالت: إنَّ أبا بكر رضي الله تعالى عنه يسأَلُكِ عن سيدنا محمّد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
فقالتْ: إنْ تُحبِّين أنْ أمضي معكِ إلى ابنكِ!
قالت: نعم.
فمضتْ معها حتّى وجدتْ سيدنا أبا بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه صريعًا دنِفًا.
فقال رضي الله تعالى عنه: فأين هو؟
قالت: في دار ابن الأرقم.
قال: فَإِنَّ لِلَّه عَلَيَّ أَنْ لَا أَذُوقَ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبَ شَرَابًا أَوْ آتي النبيَّ ﷺ.
فَأَمْهَلَتَا حَتَّى إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ وَسَكَنَ النَّاسُ، خَرَجَتَا به يَتَّكِىءُ عَلَيْهِمَا حَتَّى أَدْخَلَتَاهُ على رَسُولِ الله ﷺ.
أكبَّ عليهِ رسولُ الله ﷺ فقبَّلَهُ وأكبَّ عليهِ المسلمونَ ورقَّ لهُ رسولُ الله ﷺ رقَّةً شديدةً.
فقال سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه: بأبي وأمّي! لَيْسَ بِي بَأْسٌ إِلَّا مَا نَالَ الْفَاسِقُ مِنْ وَجْهِي، وَهَذِهِ أُمِّي بَرَّةٌ بِوَلَدِهَا، وَأَنْتَ مُبَارَكٌ فادْعُها إلى الله تعالى وادْعُ اللهَ لها عسىَ أنْ يَستَنقِذَها بكَ من النَّار.