عنوان الكتاب: سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ودوره الكبير في خدمة الإسلام

فَلَمْ يَزَلْ سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه يُلِحُّ علَى النبيِّ حتّى ظهر رسولُ الله ، وَتَفَرَّقَ الْمُسْلِمُونَ فِي نَوَاحِي الْمَسْجِدِ، كُلُّ رَجُلٍ فِي عَشِيرَتِهِ.

وقَامَ سيدنا أبو بكر الصدِّيق رضي الله تعالى عنه فِي النَّاسِ خَطِيبًا وَرَسُولُ الله جالسٌ، فكان أوَّل خَطِيبٍ دَعَا إِلَى اللهِ عزّ وجلّ وإلى رسولِه ، وَثَارَ الْمُشْرِكُونَ على سيدنا أبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَضُرِبُوا فِي نَوَاحِي الْمَسْجِدِ ضَرْبًا شَدِيدًا وَوُطِئَ سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه وَضُرِبَ ضَربًا شَديدًا.

وجَاءَت بنو تيمٍ يتعادون وأجلتِ المشركين عن سيدنا أبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه وحملَت بنو تيمٍ سيدَنا أبا بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه فِي ثَوْبٍ حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ وَلَا يَشُكُّونَ فِي مَوْتِهِ، فجعل أبو قُحافةَ وبنو تيمٍ يُكلِّمون سيدنا أبا بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه حتَّى أجابَ، فتكلّمَ آخِرُ النَّهارِ.

فقال: ما فعلَ رسولُ الله ؟

فمشوا منه بِأَلْسِنَتِهِمْ وَعَذَلُوهُ، ثُمَّ قَامُوا وَقَالُوا لِأُمِّهِ أمّ الخير: اُنظُرِي أَنْ تُطْعِمِيهِ شَيْئًا أَوْ تَسْقِيهِ إِيَّاهُ، فَلَمَّا خَلَتْ بِهِ أَلَحَّتْ عَلَيْهِ وَجَعَلَ يَقُولُ: مَا فَعَلَ رسول الله ؟

فقالت: واللهِ! ما لي علمٌ بصاحِبِك.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28