فدعَا لها رسولُ الله ﷺ ثمّ دعاها إلى اللهِ عزّ وجلّ وأسلمتْ، وقد كان سيدنا حمزة بن عبد المطّلب رضي الله تعالى عنه أسلم يومَ ضُرِبَ سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه[1].
أيها الأحبة! قد تعرّض سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه للكثير من الأذى من قِبل المشركين في سبيل تبليغ رسالة الإسلام، وهو محبٌّ صادقٌ للحبيب المصطفى ﷺ، وقد أنفق كلَّ ما معه في سبيل الله حبًّا لمولاه جلّ وعلا ولنبيّ الرحمة ﷺ، وكان يذكر حبيبه مشتاقًا إلى معرفة حاله لئلّا يصل الأذى لسيّدنا النبي ﷺ رغم تعرّضه لكثير من المصائب والمشاق والشدائد والآلام دون أنْ يبالي بنفسه.
أيها الأحبة! تأمّلوا حبّ الصحابة الكرام الشديد وتعظيمهم لرسول الله ﷺ لنتفكّر: ما مستوى حبّنا للحبيب المصطفى ﷺ الذي كان يبكي لأجل أمّته؟! وهل لدينا الإحساس بالتضحية من أجل الإيمان؟ كان الصحابة والسلف الصالح رحمهم الله تعالى لا يبالون بالتضحية في أنفسهم وأموالهم من أجل نصرة دين الله عزّ وجلّ، وللأسف الشديد! نحن لا نضحّي بأوقاتنا فضلًا عن أنفسنا وأموالنا.
[1] "تاريخ مدينة دمشق" لابن عساكر، أبو بكر الصديق خليفة رسول الله، ٣٠/٤٩، بتصرفٍ، و"البداية والنهاية"، كتاب الجامع لأخبار الأنبياء المتقدمين، ذكر أول من أسلم ومقتدي الإسلام من الصحابة، ٢/٣٦٩.