عنوان الكتاب: كيف نغتنم ليلة النصف من شعبان؟

قَالَ: فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ.

فَقَالَ سيدنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله تعالى عنهما: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ[1].

أيها الأحبّة الكرام! لقد سمعتم أنّ تطهير القلب من الغلّ والبغضاء وحسد الآخرين يقود إلى الجنّة، بينما المشاحن يحرم من العفو والمغفرة حتّى في هذه الليلة المباركة، ولذا يجب علينا أنْ نطهّر قلوبنا من الغلّ للآخرين ومخاصمتهم، ونتجنّب قطيعة الرحم لأجل أسباب دنيويّة، وقد ورد في الحديث الشريف: عن سيدنا أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا رسول اللهِ : «مَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِيَ لَهُ فِي رَبَضِ الجَنَّةِ، وَمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا، وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلَاهَا»[2].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

أيها الإخوة الكرام! الآن في نهاية هذه المحاضرة وفي هذه الليلة المباركة العظيمة فإنّي أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ في السرّ والإعلان، وأنهاكم ونفسي عن عصيانِه ومخالفةِ أمرِه ونهيه جلّ وعلا،


 

 



[1] "مسند أحمد بن حنبل"، مسند أنس بن مالك، ٤/٣٣٢، (١٢٦٩٧).

[2] "سنن الترمذي"، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في المراء، ٣/٤٠٠، (٢٠٠٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24