القلب، حيث رُوي عن سيدنا معاذ بن جبلٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال سيّدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ أَحْيَا اللَّيَالِي الْخَمْسَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةَ، لَيْلَةَ التَّرْوِيَةِ، وَلَيْلَةَ عَرَفَةَ، وَلَيْلَةَ النَّحْرِ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ»[1].
حال الرسول ﷺ في ليلة النصف من شعبان
أيها الإخوة الكرام! إذا كانتْ ليلة النصف مِن شعبان فكان سيدنا رسول الله ﷺ يغتنمها ويكثر فيها مِن عبادة ربّه تعالى في بيته أو مسجده، كما روي عن أُمِّ المؤمنين سيّدتنا عَائِشَةَ الصدّيقة بين الصدّيق رضي الله تعالى عنهما قالتْ: فَقَدْتُّ رَسُولَ اللهِ ﷺ لَيْلَةً فَخَرَجْتُ، فَإِذَا هُوَ بِالبَقِيعِ، فَقَالَ: «أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟».
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ.
فقال: «إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ»[2].
قال الإمام ابن الملك رحمه الله تعالى: خصّ قبيلة كَلْب؛ لأنّهم أكثرُ الناسِ نَفَرًا وأكثرُهُم غَنَمًا مِن سائر القبائل[3].