وعن سيّدنا النُّعمانِ بنِ بَشِيرٍ رضي الله تعالى عنه قال: إنَّ سيّدنا عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ رضي الله تعالى عنه سُئِلَ عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ، فقالَ: أنْ يَتُوبَ الرَّجُلُ مِنَ العَمَلِ السَّيِّئِ، ثُمَّ لا يَعُودَ إلَيْهِ أبَدًا.
وعن سيّدنا عبد الله بنِ مَسعُودٍ رضي الله تعالى عنه قالَ: التَّوْبَةُ النَّصُوحُ تُكَفِّرُ كُلَّ سَيِّئَةٍ[1].
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
بالتوبة النصوح تبدّل السيّئات إلى حسنات
أيها الأحبّة الكرام! للتوبة الصادقة فوائد كثيرة، ومن أفضل فوائدها: أنّ الله سبحانه وتعالى ببركة التوبة يبدّل السيّئات إلى حسنات ببركتها، حيث قال الله عزّ وجلّ في القرآن المجيد: ﴿مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٧٠﴾ ]الفرقان: ٧٠[.
قال الإمام أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ﴾: فإنّه يحتمل وجهين:
أحدهما: يوفّقهم الله إذا تابوا وندموا على ما فعلوا من السيّئات في الدنيا، حتّى يعملوا مكان كلّ سيّئة عملوها حسنة؛ فذلك معنى تبديل الله سيئاتهم حسنات، أي: يوفّقهم على ذلك.