والثاني: يبّدل الله سيئاتهم حسنات في الآخرة؛ لما كان منهم الندامة والحسرة على كلّ سيّئة كانت منهم في الدنيا[1].
وقد ورد في الحديث الشريف: عن سيدنا أبي ذرٍّ رضي الله تعالى عنه أنّه قال: قال سيدنا رسولُ اللهِ ﷺ: «إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: اعْرِضُوا (أَيِ: أَظْهِرُوا) عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ.
فَيُقَالُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، كَذَا وَكَذَا (أَيْ: مِنْ عَمَلِ السَّيِّئَاتِ)، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، كَذَا وَكَذَا (أَيْ: مِنْ تَرْكِ الطَّاعَاتِ).
فَيَقُولُ: نَعَمْ.
لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ وَهُوَ مُشْفِقٌ (أَيْ: خَائِفٌ) مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً.
فَيَقُولُ: رَبِّ! قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَا هُنَا».
فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ[2].