عنوان الكتاب: كيف نغتنم ليلة النصف من شعبان؟

(٣) أنْ يعزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية في المستقبل، فإذا تحقّقتْ هذه الأركان الثلاثة فكانَتْ توبة صادقة.

ولذلك قال سيدنا عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: حَقِيقَة التَّوْبَة لَهَا سِتّ عَلَامَات:

أوّلها: النَّدَمُ عَلَى مَا مضى.

والثانية: العَزمُ عَلَى أَنْ لَا يَعُود.

والثالثة: يُؤَدِّي كلّ فرضٍ ضَيَّعه.

والرابعة: يُؤَدِّي إِلَى كلِّ ذِي حقٍّ حَقّه مِن المَظَالِم.

والخامسة: يُذِيبُ الْبَدَن الَّذِي زيّنَهُ بالسُّحتِ وَالحرَام بالهُمُومِ وَالأحزَان حَتَّى يلصق الجِلْد بالعِظَم، ثمَّ ينشَأ بَينهمَا لَحْمًا طيِّبًا إِن هُوَ نَشأ.

والسادسة: يُذِيقُ الْبَدَن ألم الطَّاعَة كَمَا أذاقَه لَذَّة الْمَعْصِيَة[1].

(٢) طلب السماحة من الناس

أيها الأحبّة الكرام! الأمر الثاني المهمّ هو التحلّل من حقوق الناس بطلب العفو منهم، إنّه جزء من التّوبة الصادقة؛ لأنّه إذا أتلف حقّ الآخر فلا بدّ من التحلّل من صاحبه بطلب العفو منه، ولذلك من الأفضل أنْ يطلب العفو من كلِّ شخصٍ يعرفه، حتّى إذا آذى الآخر أو جرح مشاعره متعمّدًا أو غير متعمّد عُفِي عنه، وإذا أمكنه زاره أو اتّصل به أو أرسل له


 

 



[1] "عمدة القاري" للعيني، كتاب الدعوات، باب التوبة، ١٥/٤١٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24