عنوان الكتاب: كيف نغتنم ليلة النصف من شعبان؟

مَنْظُومُ الْجَنَاحَيْنِ بِاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ كَأَحْسَنِ مَا يَكُونُ مِنَ الطَّيْرِ، فَجَعَلَ يَدْرُجُ مِنْ أَيْدِيهِمْ.

فَقَالَ سيّدنا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: دَعُوهُ لَا تُنَفِّرُوهُ، فَإِنَّ هَذَا بُعِثَ لَكُمْ آيَةً.

فَخَلَعَ مِسْلَاخَهُ فَخَرَجَ أَقْرَعَ أَحْمَرَ، كَأَقْبَحِ مَا يَكُونُ مِنَ الطَّيْرِ، فَأَتَى بِرْكَةً فَتَلَوَّثَ فِي حِمَاتِهَا، فَخَرَجَ أَسْوَدَ، فَجَاءَ فَاسْتَقْبَلَ جِرْيَةَ الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مِسْلَاخِهِ فَلَبِسَهُ فَعَادَ إِلَيْهِ حُسْنُهُ وَجَمَالُهُ.

فَقَالَ سيّدنا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: إِنَّمَا بُعِثَ لَكُمْ أَنَّهُ، إِنَّ مَثَلَ هَذَا الْمُؤْمِنُ إِذَا تَلَوَّثَ فِي الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا نُزِعَ مِنْهُ حُسْنُهُ وَجَمَالُهُ، فَإِذَا تَابَ إِلَى اللَّهِ عَادَ إِلَيْهِ حُسْنُهُ وَجَمَالُهُ[1].

إخوتي الكرام! لقد تعلمنّا من هذه الرواية أنّ المؤمن العاصي إذا تاب توبة نصوحًا كفَّر الله بها جميع ذنوبه وخطاياه، وعاد حسنه وجماله الظاهر والباطن، ولا يعذّب لا في الدنيا ولا في الآخرة بل يدخله الله الجنّة برحمته وعفوه تعالى، ولقد قال الله في القرآن المجيد: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوۡبَةٗ نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيُدۡخِلَكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ]التحريم: ٨[.


 

 



[1] "موسوعة ابن أبي الدنيا"، كتاب التوبة، ٣/٤١٣، (١٣٢)، و"حلية الأولياء"، شهر بن حوشب، ٦/٦٠، (٧٧٨٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24