عنوان الكتاب: كيف نغتنم ليلة النصف من شعبان؟

لَكَ فُؤَادِي، أَبُوءُ لَكَ بِالنِّعَمِ، وَأَعْتَرِفُ بِالذُّنُوبِ الْعَظِيمَةِ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».

قالَتْ: فَمَا زَالَ رَسُولُ اللهِ يُصَلِّي قَائِمًا وَقَاعِدًا حَتَّى أَصْبَحَ، فَأَصْبَحَ وَقَدِ اضْمَغَدَتْ (أي: انْتَفَخَتْ ووَرِمَتْ) قَدَمَاهُ، فَإِنِّي لَأَغْمِزُهَا، وأقول: بِأَبِي أَنْت وَأُمِّي، أَتْعَبْتَ نَفْسَكَ، أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ أَلَيْسَ قَدْ فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ أَلَيْسَ أَلَيْسَ؟

فقال: «بَلَى يَا عَائِشَةُ! أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ هَلْ تَدْرِينَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ؟».

قلتُ: مَا فِيهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟

فقال: «فِيهَا أَنْ يُكْتَبَ كُلُّ مَوْلُودٍ مِنْ مَولُوْدِ بَنِي آدَمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَفِيهَا أَنْ يُكْتَبَ كُلُّ هَالِكٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَفِيهَا تُرْفَعُ أَعْمَالُهُمْ، وَفِيهَا تُنَزَّلُ أَرْزَاقُهُمْ»[1].

وإذا كانت ليلة النّصف من شعبان خرج سيدنا رسول الله إلى مقبرة البقيع، فكان يدعو ويستغفر لمؤمني ومؤمنات أمّته، كما قالت سيدتنا عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله تعالى عنهما: خرَجْتُ


 

 



[1] "الدعوات الكبير" للبيهقي، باب القول والدعاء ليلة البراءة، ٢/١٤٥، (٥٣٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

24