وجاء في روايةٍ أخرى التي أخرجها الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في "شعب الإيمان"، حيث رُوي عن سيّدتنا عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله تعالى عنهما أنّها قالتْ: قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ، فَرَجَعْتُ.
فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ أَوْ يَا حُميْرَاءُ! أَظَنَنْتِ أَنَّ النَّبيَّ ﷺ قَدْ خَاسَ بِكِ؟».
قُلتُ: لَا، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ لِطُوْلِ سُجُودِكَ.
فقال: «يَا عَائِشَةُ! أَتَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ؟».
قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
قال: «هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ»[1].
وفي روايةٍ أخرى: عن سيّدتنا عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله تعالى عنها أنّها قالتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ انْسَلَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ مِنْ مِرْطِي، فَقُمْتُ أَلْتَمِسُهُ فِي الْبَيْتِ فَتقَعُ قَدَمِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَحَفِظْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَخَيَالِي، وَآمَنَ