عنوان الكتاب: من صفات أهل التقوى

مشيّدة بالكتاب والسنّة، فمَنْ لم يقرأ القرآنَ ويحفظ السنّةَ ويفهم معانيهما لا يصحّ الاقتداء به[1].

ويقول سيّدنا الإمام عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى: قد دخل عليَّ شخصٌ منهم فصار يخوض بغير علمٍ ولا ذوق في الفناء والبقاء، ومعه جماعةٌ يقتدون به، فواظب عندي أيّامًا، فقلتُ له يومًا: أخبِرني عن شروط الوضوء والصلاة، ما هي؟

فقال لي: أنا ما قرأتُ في العلم شيئًا.

فقلتُ له: يا أخي! إنّ تصحيح العبادات على ظاهر الكتاب والسنّة أمرٌ واجبٌ بالإجماع، ومَنْ لم يفرّق بين الواجب والمندوب، ولا بين المحرّم والمنكر؛ فهو جاهل، والجاهل لا يجوز الاقتداء به، لا في طريق الظاهر ولا في طريق الباطن، فخرس ولم يرد جوابًا، ثمّ انقطع عنّي مِن ذلك اليوم[2].

أيها الإخوة! هذه هي الحقيقة! إذا كنّا لا نعلم كيف نتوضّأ؟ ولا ندري كيف نصلّي؟ ولا نعرف مسائل الطهارة والنجاسة، وما هي الأحكام التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بفعلها؟ وما هي النواهي التي نهى عنها الله؟ وما


 

 



[1] "تنبيه المغترين"، الباب الأول من أخلاق السلف الصالح، ومن أخلاقهم: ملازمة الكتاب والسنة...إلخ، ص ١٩-٢٠.

[2] المرجع السابق.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32