تعالى في محكم تنزيله: ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَنَهَرٖ ٥٤ فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ ٥٥﴾ [القمر: ٥٤-٥٥].
نصيحة للسابقين واللاحقين
ذات مرّة قال مريدٌ لشيخه: سيّدي! أوصني.
فقال له شيخه: أُوصيكَ بوصيّةٍ قد جعلها اللهُ تعالى لجميع السابقين واللّاحقين، قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾ [النساء: ١٣١].
تفكّروا أيها الأحبّة! إنّ الله سبحانه وتعالى هو ربّ العالمين، الرحمن الرحيم بعباده المؤمنين، يوصي عباده بالتّقوى، فلو كان هناك أمر أكثر نفعًا للعبد مِنَ التَّقوى لكان الله تعالى قد حثّ عباده عليه، ولكنّ الله تعالى أمرهم بالتّقوى، فهي وصية الله تعالى للأوّلين والآخرين، فتبيّن أنّ التقوى هي أسمى صفات العبد عند الله جلّ وعلا.
العجب من صاحب التقوى
رُوي عن سيّدتنا عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق رضي الله تعالى عنهما قالتْ: مَا أُعْجِبَ النَّبِيُّ ﷺ بِشَيْءٍ، وَلَا أَعْجَبَهُ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِيهَا ذُو تُقًى[1].