يحبّ القانعَ، وتحصل للعبد مرضاةُ الله عزّ وجلّ بالقناعة، وينال بها الراحةَ في القبر والحشر، وهي تقود صاحبَها إلى الجنّة، بإذن الله تعالى.
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
(٤) الاستعداد ليوم الرحيل
أيها الأحبّة الأكارم! الخصلةُ الرابعةُ مِن خصال أهل التّقوى هو: "الاستعداد ليوم الرحيل"، ولقد قال الله عزّ وجلّ في القرآن المجيد: ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ﴾ [البقرة: ٢٨١].
أيها الإخوة الأعزّاء! هناك أمر فيه عبرةٌ لنا وهو أنّنا نقوم بأعمال كثيرة في هذا العالَم، نحصل على شهاداتٍ عاليةٍ أيضًا، نعمل ونأكل ونشرب، نخطّط مخطّطات كبيرة، ونبني القصور والمنازل الفخمة، نسعى مِن أجل الحصول على المناصب العالية، ولكن هل تفكّرنا في الاستعداد لذلك اليوم الذي نترك فيه كلَّ شيء؟ ثمّ ندخل القبر المظلم!
هل تفكّرنا أنّنا سنكون في موقف صعب جدًّا ولا تكون بيدنا حيلة حين يأتي ملك الموت ولا ينفعنا أقرباؤنا ولا أولادنا ولا أصدقاؤنا، ولن تغني عنّا ممتلكاتنا وأموالنا وما إلى ذلك؟ تأمّلوا أنّه حين يرانا أحبابنا وملك الموت عليه السلام يقبض روحنا لن يقدر أحدٌ على فعل شيء، ثمّ نُغسل ونُكفّن ونُنزّل إلى القبر المظلم، ثمّ تكون معنا أعمالنا الصالحة أو السيّئة، لذلك علينا أنْ نتفكّر أنّه لدينا وقتٌ قصيرٌ لنقضيه