عنوان الكتاب: من صفات أهل التقوى

في هذا العالَم، لكن كم هو؟ لا نعرف، وقد تفوتنا فرصة أخذ نفس واحد، ومع هذا علينا أنْ نبذل قصارى جهدنا لنستَعِد لقبرنا ولو قليلًا.

أهل التقوى والاستعداد للموت

كان سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى يهتمّون بالعمل للقبر والآخرة، وكانوا مستعدّين دائمًا للموت.

(١) قال سيدنا الجنيد البغدادي رحمه الله تعالى: ما رأيتُ أعبدَ مِنْ سيدنا السري السَّقَطِي رحمه الله تعالى، أَتَتْ عَلَيْهِ ثمان وتسعون سنةً مَا رُئِيَ مُضطجعًا إلّا في علّة الموت[1].

(٢) سيدنا أبو محمّد الحريري رحمه الله تعالى كان مِن كبار أصحاب سيدنا الجنيد البغدادي رحمه الله تعالى، وكان رحمه الله تعالى يذكر الله سبحانه وتعالى كثيرًا في سائر أحواله، ويشتغل بذكر الله سبحانه وتعالى عقب صلاة الفجر إلى الظهر، وبعد الظهر إلى العصر وبعد العصر إلى المغرب وبعد المغرب إلى العشاء وبعدها إلى الفجر، وقد روي عن سيدنا علي بن عبد الله رحمه الله تعالى قال: اعتكف سيدنا أبو محمّد الحريري رحمه الله تعالى بمكّة في سنة اثنتين وتسعين ومائتين فلم يأكلْ ولم ينم ولم يمدّ رجليه[2].


 

 



[1] "البداية والنهاية"، أحداث سنة ثلاث وخمسين ومائتين، ٧/٣٨٥.

[2] "صفة الصفوة"، أبو محمد الحريري، ٢/٢٨٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32