فبكى سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى وقال له: زِدنِي.
فقال له: ليس بين الجنّة والنّار منزلةٌ أخرى، فسقط سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى مغشيًّا عليه[1].
أيها الأحبّة الكرام! إنّها مخافة الله عزّ وجلّ! كان سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى خليفةً حاكمًا وصاحب سلطة، وهذه الأشياء تجعل مِن النّاس متمرّدين بشكل عام، فالحكم والمنصب والسلطة تجرّأ على الغافل والمعاصي، ولكنّه كان رحمه الله تعالى تقيًّا حتّى قبل أنْ يكون خليفة، وبقي تقيًّا حتى بعد أنْ صار الخليفة، فلم يظلم في عهده، ولم ينتهك حقوق النَّاس بل أقام بالعدل والإنصاف، لماذا؟
لأنّ قلبه كان ممتلئًا بمخافة الله جلّ وعلا، نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يرزقنا وإيّاكم جميعًا التقوى، آمين ياربّ العالمين.
كيف يحصل للعبد مخافة الله تعالى؟
ومن المعلوم أنّ مخافة الله مهمّة جدًّا للابتعاد عن المعاصي والفوز بالتّقوى، الذي يريد ذلك لا بدّ له مِن المثابرة على تلاوة القرآن الكريم ليكون مِن أهل التقوى، وخاصّة الآيات التي يذكر فيها العذاب والنّار ويوم القيامة، وعلى العبد أنْ يقرأ تفسيرًا لتلك الآيات مرارًا وتكرارًا
[1] "تنبيه المغترين"، الباب الأول من أخلاق السلف الصالح، ومن أخلاقهم: كثرة الخوف من الله تعالى...إلخ، ٥٣.