عنوان الكتاب: من صفات أهل التقوى

الذي لا يرضى بما أعطاه الله تعالى يصعب عليه تجنّب الذنوب، ومَن لا يقدر على تجنّب المعاصي لا ينال التقوى ولا أدنى مراتبها.

من أقوال السلف الصالح في القناعة

(١) كان سيدنا محمد بن واسع رحمه الله تعالى يأكل الخبز بالْمِلح أو الخلّ ويقول: مَن رضِيَ مِن الدّنيا بمثل هذا لم يذل نفسه للنّاس[1].

(٢) وكان سيدنا سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول: مَن لم يقنع بخبز الشعير في هذا الزمان ابتُلِيَ بالذّلّ والهوان.

وقد استأذنه مرّةً شخصٌ في جمع المال، فقال له: مَنْ جمع المال ابتُلِيَ بخمس خصالٍ: (١) طول الأمل (٢) وشدّة الحرص (٣) وكثرة الشحّ (٤) ونسيان الآخرة (٥) وقلّة الورع[2].

نسأل الله أنْ يحفظنا من الجشع للدّنيا وجمع المال، آمين ياربّ العالمين.

فضائل موجزة للقناعة

إخوتي الأعزّاء! لاشكّ أنّ القناعةَ نعمةٌ عظيمةٌ، وأنّها سنّةُ سيدنا الحبيب المصطفى ، وسنّةُ الصحابةِ الكرام رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وطريقةُ الأولياءِ والصالحين رحمهم الله تعالى، وإنّ اللهَ تعالى


 

 



[1] "تنبيه المغترين"، الباب الثاني من جملة أخرى من الأخلاق، ومن أخلاقهم: القناعة بالموجودة...إلخ، ص ١١٨.

[2] المرجع السابق.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32