عنوان الكتاب: من صفات أهل التقوى

تقوى سيدنا محمّد بن سيرين رحمه الله

التابعي الكبير والإمام القدير سيدنا محمّد بن سيرين رحمه الله تعالى كان مُحدِّثًا فقيهًا وإمامًا في تعبير الرؤيا، ذات يوم اشترى رحمه الله تعالى أربعين حَبًّا مِن سمن (جرّة أو عُكّة)، فأخرج غلامُه فأرةً مِن حَبٍّ فسأله: مِنْ أيِّ حَبٍّ أخرجتَها؟

فَقَالَ: لا أدري (ولأنّه اشتبه الأمر عليه، في أيّها كانت الفأرة! فصارت باقي البراميل مشبوهة أيضًا).

فصبها كلّها على الأرض[1].

أيها الأحبّة الكرام! لماذا لم يستخدمه؟ حذرًا لما به بأس، أي: خوفًا من الوقوع في الحرام؛ لأنّه قد يستعمل البرميل الذي وقعت فيه الفأرة بسبب الشبهة، وهذا أسمى وصف لأهل التقوى بأنّ هؤلاء الصالحين يخافون اللهَ تعالى كثيرًا، فلا يقتربون مِنَ الذُّنوب خوفًا مِنَ الله تعالى، ويدَعُون بعضَ الحلالِ خوفًا مِن الوقوع في الحرام.

التقوى وسيدنا أبو يزيد البسطامي رحمه الله

سلطان العارفين سيدنا أبو يزيد البسطامي رحمه الله تعالى كان مِن الأتقياء ومِن أولياء الله تعالى، ذات يومٍ غسل ثوبه فِي الصحراء مَعَ صاحبٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ صاحبه: تعلّق الثوب فِي جدار الكَرم.


 

 



[1] "الرسالة القشيرية"، باب التقوى، ص ١٤٣، بتصرف.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32