عنوان الكتاب: من صفات أهل التقوى

فقال: لا، لا تغرز الوتد فِي جدار النَّاس.

فَقَالَ: نعلّقه فِي الشجر؟

فَقَالَ: لا، إنّه يكسر الأغصان.

فَقَالَ: نبسطه عَلَى الإذخِر؟

فَقَالَ: لا، إنّه علف الدوابّ، لا نستره عنها.

فولّى ظهرَه إِلَى الشَّمس والقميص عَلَى ظهره حَتَّى جفّ جانبٌ، ثُمَّ قلّبَه حَتَّى جفَّ الجانبُ الآخر[1].

سبحان الله! هذه مرتبة عظيمة مِن مراتب التقوى! قد يستغربها أمثالنا لقلّة تقوانا، لذلك تفكّروا أيها الأحبّة! كم كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى حذِرين! وكانوا يحتاطون أشدّ الاحتياط حتّى لا يقعوا في المعصية (اللهم ارزقنا التقوى)، إذا قرأنا سيرتَهم العطرةَ نخجل مِن أنفسنا؛ لأنّنا لا نأخذ بمثل هذه الاحتياطات بالمرّة إلّا مَن رحم ربّي.

على سبيل المثال: في الوقت الحاضر يتمّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة دون تردّد، ينشغل الأطفال والشباب بفيسبوك! ولا يوجد مخاوف مِن الفسق والفجور في استخدام هذه الوسائل التي فسدت في محتواها غالبًا، ومِن الصعب جدًّا غضّ البصر عن محارم الله سبحانه وتعالى وتجنّب المعاصي لِمَن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بحُرّيّةٍ،


 

 



[1] "الرسالة القشيرية"، باب التقوى، ص ١٤٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32