(٣) وكان سيدنا أبو بكر بن عياش رحمه الله تعالى يقرأ في كلِّ يومٍ وليلةٍ "قل هو الله أحد" ثلاثين ألف مرّة، ويصلّي كلَّ يومٍ خمسمائة ركعة، ومكث نحوًا مِن أربعين سنة يختم القرآنَ في كلِّ يومٍ وليلةٍ مرّة[1]، ولم يُفرَش له فراش خمسين سنة[2].
(٤) وجاء في شدّة اجتهاد الإمام الأعظم سيدنا أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى أنّه صلّى صلاةَ الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة، وكان رحمه الله تعالى يختم كلَّ يومٍ وليلةٍ ختمةً، وفي رمضان ويوم العيد اثنين وستّين ختمة[3].
وأنّه رحمه الله تعالى حجّ خمسًا وخمسين حجة، وختم القرآن الكريم في الموضع الّذي توفّي فيه سبعة آلاف مرّة، وكان يسمّى الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى "الوتد" مِن كثرة قيامه اللّيل، بل أحياه بقراءة القرآن في ركعةٍ ثلاثين سنة[4].
انظروا أيها الإخوة الكرام! كم كان هؤلاء الصالحون منشغلين دائمًا بالأعمال الصالحة، يفكّرون في الآخرة ويتذكّرون الموت والقبر