عنوان الكتاب: الأمير الصامت

وجاءَ في "إحْيَاءِ عُلُوْمِ الدِّيْنِ: رَأَى سَيِّدُنَا أَبو الدَّرْدَاء رضي الله عنه اِمْرَأَةً سَلِيْطَةً، فقالَ: «لَو كانَتْ هذه خَرْسَاءَ كانَ خَيْرًا لَهَا»[1].

كيف يكون البيت آمنا؟

لِتَعْتَبِرْ بقَوْلِ سَيِّدِنَا أبي الدَّرْدَاء أَخَوَاتُنا التي تَعْكِفُ على الاغْتِيَاب والتّفرِيْقِ بين النَّاسِ، وإذَا الْتَزَمَتِ الصَّمْتَ سَلِمَتْ مِن الْمَشَاكِلِ الأُسَرِيَّةِ وقَطْعِ الأَرْحَامِ والنِّزَاعِ بَيْنَ الْحَمَاةِ والْكَنَّةِ، وكثِيْرٍ مِنَ الْمَصَاعِب، وسَيكونُ كُلُّ أسْرَةٍ آمِنًا، لأَنّ الشِّجَارَ الأُسَرِيَّ يَحْدُثُ على الأَغْلَب بسبب سُوْء استخدَامِ اللِّسَانِ.

طريقة لحلّ الصراع بين الحماة والكنة

إذا كانَتِ الْحَمَاةُ تَزْجُرُ كَنَّتَها فعلى الكنّةِ أن تَصْبِرَ ولا تُنَاقِشَها ولا تَشْكِيَها إلى زَوْجهَا ولا إلى أُمِّهَا ولا تَعْبِسْ ولا تَصُبَّ جامَ الْغَضَب على الأَوْلاَد أو الأَوَاني فهكَذا تفوزُ بإذْنِ الله تعالى كما يقالُ: الصَّمْتُ سلامَةٌ. وكَذلَكَ إذا كانَتِ الْكَنَّةُ تُجَادِلُ حَمَاتَها فعلى الْحَمَاة أَن لا تَرُدَّ عَلَيْهَا، بل تَلْتَزِمَ الصَّمْتَ، ولا


 



[1] ذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب آفات اللسان، ٣/١٤٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

51