اللاَّهُون والثرثارون في كلامٍ لا يعني، والّذِين يقولون: إنّ فضولَ الكلامِ مُباحٌ ولَيسَ بذَنْب فيَتكَلَّمون أحيانًا كلامًا لا طائلَ تَحْتَه فكُلُّ هؤلاء الأناس ينبغي عليهم أن يُلاحِظُوا اقتراحات الإمام أبي حامد محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ محمّدٍ الغَزالِيِّ رحمه الله تعالى حَولَ فضولِ الكلامِ حَيثُ ذَمَّه رحمه الله تعالى بنَاءً على أَربَعَةِ أُمُورٍ:
الأوّلُ: شُغْلُ الكِرَامِ الكاتِبينَ بما لا خيرَ فيه ولا فائدةَ وحَقُّ الْمَرءِ أن يَسْتَحيِي منهما فلا يُؤذِيهِما، قال اللهُ تعالى: ﴿ مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾ [ق: ٥٠/١٨].
والثاني: إرسالُ كتاب الله سبحانه وتعالى من اللَّغْوِ والْهَذَرِ فَلْيَحْذَرِ العَبدُ من ذلك.
والثالث: قِراءتُه بَينَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ يومَ القِيامةِ على رُؤُوسِ الأَشْهادِ بَينَ الشَّدائِدِ والأَهْوالِ، عَطْشانٌ عُرْيانٌ جَوعَانٌ، مُنقَطِعًا عن الْجَنَّةِ، مَحبُوسًا عن النِّعمَةِ.