عنوان الكتاب: الأمير الصامت

رضي الله تعالى عنه: «الصَّامِتُ على عِلْمٍ كالْمُتَكَلِّمِ على عِلْمٍ، فقال سيدنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العزيزِ رضي الله تعالى عنه: إنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ الْمُتَكَلِّمُ على عِلْمٍ أَفْضَلَهُمَا يوم الْقِيَامَةِ حالاً، وذلكَ أنّ مَنْفَعَتَه لِلنَّاسِ، وهَذَا صَمْتُه لِنَفْسِهِ، قالُوْا: يا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنينَ فكَيْفَ بفِتْنَةِ الْمَنْطِقِ؟ قال: فبَكَى سيدنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العزيزِ رضي الله عنه بُكاءً شدِيدًا»[1]، رحِمَهُم اللهُ تعالى، وغَفَرَ لَنَا بهم، آمين بجاه النبي الأمين صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.

شرح الحكاية

أيها الإخوة! يا مَرْحَبَا بحِيْطَةِ أسلاَفِنَا ومَشَاعِرِ خَوْفِهِم مِن الله تعالى لا شَكَّ أَنَّ مَوَاعِظَ الْعُلَمَاءِ ذَوِي الْحَذَرِ وإرْشَادَهم إلى الأحكامِ الشَّرْعِيَّةِ ودُرُوْسَ الدُّعَاةِ الْمَمْلُوْءَةِ بالسُّنَّةِ وجهودَهُم في الدعوة إلى الله أَفْضَلُ مِن الصَّمْتِ لكِنَّ تَنْبِيْهَ ذلكَ الْعَالِمِ سَيِّدَنَا عُمَرَ بْنَ عبد الْعَزِيْزِ بقولِهِ: فكَيْفَ بفِتْنَةِ الْمَنْطِقِ؟ كان صَحِيْحًا في مَكَانه، وقَدْ بَكَى بُكَاءً شَدِيْدًا؛ لأنّه فهمَ أَعْمَاقَ كلامِه.


 



[1] ذكره أبو بكر عبد الله بن محمد في رسالته "كتاب الصمت وآداب اللسان"، (موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا)، ٧/٣٤٥، (٦٤٨).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

51