عنوان الكتاب: الأمير الصامت

النَّاِر، بل كان يَعْرِفُ ذلك بإذْنِ الله تعالى قَبْلَ مَجيْئِهِمْ إلَيْهِ، حَيْثُ يقول صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «إنّ أَوَّلَ من يَدْخُلُ من هذا الْبَاب رجُلٌ من أَهْلِ الْجَنَّةِ، فدَخَلَ عَبْدُ الله بْنُ سَلاَمٍ رضي الله تعالى عنه فقام إليه ناسٌ من أَصْحَاب رَسُوْلِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، فأَخْبَرُوْهُ بقول النبي صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وقالُوا: أَخْبِرْنَا بأَوْثَقِ عَمَلٍ في نَفْسكَ تَرْجُو بهِ، فقَالَ: إنِّي لَضَعِيْفٌ، وإنَّ أَوْثَقَ ما أَرْجُوْ به اللهَ سَلاَمَةُ الصَّدْرِ، وتَرْكُ ما لا يَعْنِيْنِي»[1]، والْمُرَادُ بسَلاَمَةِ الصَّدْرِ أَنْ يُحْفَظَ الْقَلْبُ مِن اللَّغْوِ والْحَسَدِ، وغَيْرِهِما مِن الأَمْراضِ الباطِنَةِ، وأَنْ يَكُونَ الإيمانُ بالقلب مُحْكَمًا.

أمثلة فضول الكلام

أيّها الإخوة في الله! فضُوْلُ الْكلاَمِ لَيْسَ بذَنْب، ولَكِنْ لا خَيْرَ فِيْهِ أَيْضًا سبحانَ الله، قد بَشَّرَ النَّبيُّ الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم سيِّدَنا عَبْدَ الله بْنَ سَلاَمٍ بالْجَنَّةِ في الدنيا، ومِنْ


 



[1] ذكره أبو بكر عبد الله بن محمد في رسالته "كتاب الصمت وآداب اللسان"، (موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا)، ٧/٨٦، (١١١).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

51